كثر الكلام عن الخطر الذي يكمن في إستيلاء الجماعات الإسلامية المتطرفة على إدارة المجتمعات والسياسات الوطنية، ولكن تهب رياح التغيير في العالم العربي – من المطالبة بالحريات والحقوق الإنسانية والإطاحة بالإستبداد السياسي ومعها حركات جديدة تطالب بحقوق المرأة؛ حركات متنوعة في المنهجية المعتمدة والخطاب النسوي و الآراء والممارسات، منها تعبر عن غضبها وترصد الإنتهاكات للحقوق، ومنها تدعو إلى تحويل شعور الغضب إلى أعمال ملموسة لوقف هذه الإنتهاكات على الصعيد التربوي والإعلامي والسياسي والإقتصادي، إلخ.
هذه الرياح ربما تكون فرصة حقيقية للمرأة لتنال حقوقها، وخاصةً للمطالبة والإصرار على الوصول إلى الحقوق المتساوية. والا باتت مطالبها في المرتبة الثانية أو أصبحت حقوق ضائعة. عليها أن تطالب الأحزاب السياسية والحكومات العربية بمساندتها في جهودها ودعم حقوقها وإيلاء العناية اللازمة لضمان مشاركتها في الحياة السياسية والحياة العامة، واقرار الإصلاحات الدستورية والتشريعية لوضع حد للعنف ضدها، وضمان تطبيق الأسس الدولية لحماية حقوقها. عليها أن تشارك الرجل في إبتكار سياسات انمائية لتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفقر وتحسين الخدمات بالإضافة إلى إصلاح الأنظمة السياسية وبناء ذهنية جديدة تحرر المواطنون والمواطنات من التبعية والجهل الثقافي. عليها أن تؤمن – وتجعل الرجل مؤمناً معها – بأهمية دورها وأن حقوقها ليست فقط من حقوق الإنسان ولا تتجزا عنها، بل هي الركيزة الأساسية لتمتع جميع الناس بجميع حقوق الإنسان.
أمنيتي هي أن يبقى هذا “الربيع” متجدداً ولا يصبح شتاءً… لذلك يجب على الحركات النسوية أن تصبح أوسع أفقاً، ومرنة، وترعى الحوار، وترتكز دوماً إلى التجربة وأن تكون منفتحة على استراتيجيات مختلفة في مختلف الأماكن.
د. باميلا شرابيه