انتظرت بعد أن هدأت موجة الحديث عن زفاف الأمير هاري والعروس ميغان ماركل؛ لأتحدث بكل صراحة عن أهم النقاط؛ التي تغافل عنها البعض، وبداْ أكثر اهتماماً بمن كان من بين الحضور.
يعد هذا الزفاف بمثابة نقلة في البلاط الملكي بل ورسالة تعايش نحن في أشد الحاجة لها الآن.
غالباً ما تكون الروايات من نسج الخيال؛ لتكون صوتاً يتمرد على الواقع، ولكن أن يأتي اليوم لتصبح فيه قصة “سندريلا” حقيقة فلابد أن ندرك معنى وقيمة هذا التغير.
ميغان ماركل ممثلة أمريكية ولدت لأم أمريكية من أصول أفريقية، وأب أمريكي من أصول هولندية وأيرلندية. درست ميغان المسرح والعلاقات الدولية. ثم سطع نجمها بعد أن لعبت دور رايتشل في المسلسل الشهير “سوتس”، وأما عن الأمير هاري فهو غني عن التعريف.
للعائلات الملكية قواعد وشروط صارمة مثل عدم الزواج من عامة الشعب.
فالملك إدوارد الثامن ملك المملكة المتحدة تخلى عن العرش عام 1936؛ من أجل الزواج من واليس سمبسون، والتي كانت أمريكية الجنسية ومطلقة سابقاً.
مع العلم أنه قديماً كانت تمنع كنيسة إنجلترا الزواج من النساء المطلقات.
هل يبدو السيناريو متشابهاً ؟ ربما! ولعل هذه النبذة الصغيرة تعكس كيف كان البلاط الملكي والمملكة المتحدة آنذاك.
فاليوم يوجد تنوع عرقي غني في إنجلترا، فزواج الأمير من امرأة أمريكية من أصول أفريقية يخلق حالة من مد جسور الحب والتواصل والاحتضان للجاليات والأعراق المتنوعة التي لفترة طويلة شعر بعض منها بشيء من العنصرية. بالإضافة إلى الطبقية. فجاء هذا الزواج ليجعل الشعب نسيجاً أكثر ترابطاً ويضيف لمسة تحضر وانفتاح لقبول اختلاف الآخر على علم المملكة، في وقت نعاني فيه من الإرهاب ونقص في التسامح.
أما كونها مطلقة وتكبره بثلاث سنوات فهذه التفاصيل شغلت الرأي العام العربي أكثر من غيره؛ مما يجعلها رسالة أمل لكل امرأة وتحديداً العربية بأن هناك حياة بعض الطلاق، وبأنه ليس ممنوعاً أن تتزوجي بمن تحبين وأن كان أصغر سناً.
إذا أمكن للبلاط الملكي أن يغير جلده، فلربما حان الوقت أن يصبح مجتمعنا العربي أكثر رحمة وتقبلاً؛ ليلحق بقطار التمدن وترك التعصب بكل أنواعه جانباً