استيقظتْ ذلك الصباح، نظرت إلى أنوثتها المتعبة في المرآة، وأهدتها ابتسامة…إنّه صباح الثامن من آذار، هو يومها: اليوم العالميّ للمرأة
إنّ الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي والذي عُقد في باريس عام 1945. وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الاضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة
فبالرغم من أن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبنّي تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، إلّا أنّ هذا اليوم يعتبر تخليدًا لمظاهرات حصلت في الثامن من آذار 1908 في نيويورك. يومها تظاهر الآلاف من عاملات النسيج في شوارع المدينة وكان “خبز وورود” شعار تلك الحملة الاحتجاجيّة؛ حيث حملت النساء قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزيّة لها دلالاتها. في ذلك اليوم طالبت النساء بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الاقتراع
…قد يكون الزمن تغيّر ولكن ما زالت المرأة تفتقد لكثيرٍ من الحقوق في عالمنا العربي
…لتلك المرأة التي يعنّفها زوجها ولا قانون يمنعه فقط لأنه زوجها، لتلك المرأة ألف تحية
…للمرأة التي تعمل جاهدةً لتوفّق بين عملها والاهتمام بأسرتها، إن قدّر زوجها وأبناؤها ذلك أم لم يفعلوا، لتلك المرأة ألف تحية
…للمرأة التي ما زالت تنتظر إلى اليوم عودة ابنها المفقود، المخطوف أو الأسير، لتلك الصابرة ألف تحية
…للمرأة التي أحرق ابنها نفسه فأشعل ثورةً في تونس امتدّت ربيعًا إلى مختلف الدول العربية، إلى أم البوعزيزي ألف تحية
…للمرأة التي سُحِلت في ميدان التحرير في مصر وهي تصرخ مطالبةً إلى جانب الرجل بدولة ديمقراطية، لتلك الثائرة ألف تحية
…للمرأة التي تظاهرت، اعْتُقِلت، اسستشهدت في سوريا، للأم التي شاركت في أعمال الإغاثة وقدّمت كل الدعم للثوار، لتلك المتمرّدة ألف تحية
:لكل امرأة في عالمنا العربيّ ألف تحية، لن أهديكِ في الختام سوى كلمات الشاعر نزار قباني، شاعر المرأة
“…ثوري!أحبّكِ أن تثوري
ثوري على شرقِ السبايا…والتكايا…والبخُورِ
ثوري على التاريخ، وانتصري على الوهمِ الكبيرِ
لا ترهبي أحدًا. فإنَّ الشمسَ مقبرةُ النسورِ
“…ثوري على شرقٍ يراكِ وليمةً فوق السريرِ
نور زاهي الحسنية