في معظم الأوقات اكتب يومياتي،لكن لن أحاول ولو مرةً واحدة الرجوع إليها وإعادة قرأتها.لكن تختلف المناسبة اليوم.سأروي قصتي لمرة الأولى،بجرأةٍ وصدق لتأكيد لكم مدى أهمية وجود أي قانون يحمي المرأة من العنف ومن هذا المجتمع البدائي.
ما أصعب التكلم عن حدث لطالما حاولت جاهداً غض النظر عنه ونسيانه…كانت عينيها تدمعان وهي تحاول تذكر ما اهانى كرامتها
وقالت أمي:كانت المرة الأولى والوحيدة التي تعد فيها رجلاً علي….
-لا ليس زوجي بل أخيه الأصغر .
كان يوماً عادياً،لكن تحول مأسوياً
فدخل المنزل مستاءً وكان ينعتني بكلمةٍ بذيئة ،فلم يكون علي إلى أن أقول له :
إحترم نفسك وأخرج من منزلي،وهذه الجملة كانت كافية لتعدي علي وضربي.
قصتي نقطة في بحر العنف المتفشي في وطننا العربي.ورغم بساطتها،كان يراودني إحساس بل ذنب وشعور بالمسؤلية عن كل ما له علاقة برفاهية وسعادة أطفالي(مكتئبة،خائفة،لا أشعر بالأمان(وما يمنع التعدي علي مرةً ثانية،كان أثر التعدي علي وعلى عائلتي صعباً مؤلماً. وسيطر على المنزل جو من البرودة لمدة أشهر،.. لطالما سألت نفسي ما هو مصير المرأة التي تعيش مع العنف يومياً ؟؟
كنت متأكد على وجود تكتم وصمت عند النساء المعنفات.الى جانب ذلك الاقتناع بالنصيب هناك اسباب اخرى تمنع النساء من الكشف عن مصيرهن المليء بالعذاب والقهر لا سيما من الناحية القانونية وصعوبة تطبيقها. وسيؤدي ذلك إلى مشاكل نفسية،التفكير في الإنتحار وهذا إن لم تمت على يد زوجها.
كفى،أوقفوا العنف ضد النساء.
يا جماعة ،المرأة هي أم،زوجة،انسانة حرة،ولديها جميع المواصفات لتكون فعالة في المجتمع المدني أكثر من أي رجل،وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والتعليمية،وأن تعبر عن رأيها بالطرق المباحة
فلا يجوز بعد الأن تعنيف أي إمرأة.
- العنف هو إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان،إنه مرفوض بكافة أشكالة وأنواعه وعلى كافة مستوياته.
- يجب على الدولة حماية كافة مواطنيها من العنف ومن دون تمييز. وإلتزاماً منها بالإتفاقيات الدولية أن تقوم بدورها التشريعي لإلغاء التمييز في قوانينها وإصدار قوانين تحمي المرأة من العنف…
- إلغاء التمييز وإحقاق المواطنة الكاملة للمرأة في لبنان…
أخيراً المرأة هي كائن حي ضعيف جسدياً يستحق الحرية وقانوناً يحميه من هذا التخلف المتفشي في مجتمعنا،فلابد من وجود بعض التدابير الحازمة بإمكان أي انسان القيام بها لخلق مساحة كافية لكائن لطالما كان خائف من الطيران وتحليق في سماء هذه الحياة الجميلة .