كلّ عامٍ على جسدي
تغرّد في حناياه كائنات المستقبل
تفتح فخذَي على عالمٍ
مزّق معانيه رجلٌ غاب عن الجحيم
فرفضته شياطين السماء
وألقت به في بلادي.
كلّ عامٍ على جسدي
يمضي في أنهارٍ من وعود رجالٍ
غمرتها قوانين تطالبني بتسعة أشهرٍ
وتمزّق سنيني في غبار اسمٍ لم أعرفه
فأراه يناديني من ماضٍ يضحك ويصرخ
“طفولةٌ، طفولتي”
فأرضخ للمجهول وأبكي.
كلّ عامٍ جسدي
تساوره الشكوك فيأكل نفسه
حتّى يجد كلماتٍ تتقاطع في أشلائه
ويأخذه الحنين فيحبّ والده ليكذب على نفسه
ووالدته لينسى صراخها وذنوبها
ويمضي في أخاديد الخطيئة الوثيرة
بين أخواتٍ تتلهّف في احتساء أشلائها.
كلّ عامٍ جسدي
تدغدغه الحريّة
فيفترس أعضاءً تناشد خياله
وتبعثر أحلامه
حتّى يختفي في ظلال أثوابٍ
أو تحت كحولٍ تسرق مراسم مستقبله
حيث ينظر الثواب الماكر
في جوف فارغ قد أحرقته الأشواق
وقتله الحب الغائب في طيّات البحار
… تلك البحار الّتي تأخذه اليوم
نحو جزيرة النسيان في صدور الإنسان الصاخبة.