تأتيني متلثّماً، لاهثاً، شاردا
تجرّ وراءك كأساً فارغة
تلطمها الحصى ولا تنكسر.
يحوم حولها شحروران مكروبان
يقطفان زهوراً ذبُلت في مياه أدونيس،
تلتفّ حولي وتقبّلني،
فأفتح فاه وأدغدغها في رئتَي
حتّى يذوب ثلج أحلامي
ليروي حجار حبّك المتواري.
أفتح أبواب بيتي العارية
وأجالسك أمام موقدي المخضرم:
ناره حاضرٌ يعانق طيّات الوعود المظلمة.
أراكَ تتراكم تحته طيّاتٍ فارغة،
حدودها صفاء أوراقي الغائبة المتعالية.
أعانق خصرك الملتوي،
تحمله حيطان بيوتٍ تسكنها القطط البيضاء
ويطليها لسان الأحوال السائدة
في بلادي المتغرّبة
بين سنيها البعيدة العائدة،
فتصرخ خجلاً من أيسك المغيّب
لعلّه يتركك في الخمّارة الباهتة،
تتفاداها الذئاب
ويساكن فيها الذباب الأنفسَ الخالدة.
تتراخى يدَي وذراعَي
وتضمحلّ في رماد أتعاب اليوم المتراكمة،
فيرويني جسدُك العذب السائل –
خبزٌ أحمر يلوّنني
فأُدخله في آنيّتي وأناتي
لكي لا تستهلكه البطون الهالكة المارقة.