أتعبني المقهى وغبار أحذيته الكاذبة
اختبأت تحت الكراسي الحسير ألعق أيامها،
أحببت شذا الدخان والسجائر على أرجلها
وريحان العناكب المتوالية
تؤدّي فروض صلوات المغتَرٍب.
لامستُ سجع القروي الضائع
بين حَفنات الحُفنات الصارخة
تختبئ خلف أوراق اللعب وفناجين المستقبل الأسود،
فجاءني من بين الأقدام نسيم غابةٍ غاربة
يعلوها كف العقود.
استمنيت بظريَ لكلام أمتَعَ تفكُّكُه المتسّق حفيظتي
فكانتَ صرخةٌ دوّت في بطون أباعر المكان الساهر
داورتها الأفواه ومضغت سماء أصدائها البعيدة
تتساءل وتسكن ثمّ تختفي خلف شراذم جرائد اللامعقول المغيّب.
أغمضت عيون مخيّلتي بعد أنصاف الليل
أمازح غبار محادثات النعال
آكلها وتدغدغني ثمّ تغني لي تهويدةً أخيرة
تخلع عنّي ثياب الإثم فأهمس لنفسي
آه كم أحببتُ الضلال!