العذرية وترقيع غشاء البكارة:خواطر للمناقشة

 

١ – عدة معان لكلمة العذرية: الفرد الطاهر معنويا، الفرد الذي لم يقم بعلاقة جنسية مكتملة (ويختلف التشخيص للمثليين)، المرأة التي تعتبر طاهرة جسدياً قبل الزواج، إلخ.

٢ –  “عذرية المرأة الجسدية = شرفها وشرف عائلتها”: قاعدة هذه الفكرة التي أصبحت غقيدة في المجتمعات الشرق أوسطية هي النظام الأبوي. من خصائص هذا النظام: الأبوة (أصبحت عذرية المرأة ضمان للإعتراف بالأبوة)، علاقات السلطة والخضوع عامة وخضوع المرأة للرجل خاصةً، سيطرة العائلة على حياة الفرد وإستعباد المرأة خاصةً، إعتبار المرأة إنساناً غير مكتملاً… وتتميز مجتمعات الشرف والعار في معظم البلاد العربية بعلاقة بين الشرف وتماسك الجماعة، والشرف يعني: الفحولة، القرابة، وعذرية المرأة قبل الزواج.

٣- تلعب الأديان الوثنية والسماوية في الشرق الأوسط دوراً مهماً لفهم علاقة العذرية الجسدية بشرف المرأة. من هنا أهمية دراسة حالتين اساسيتين: علاقة الجنس بالمقدس وعلاقة العفة بالمقدس. على سبيل المثال، كانت كاهنة اينانا في سومر منذ ٥٥٠٠ سنة تمارس الجنس مع الملك ضمن طقوس دينية لضمان علاقة جيدة بين الشعب والآلهة. كان الجنس يعتبر قوة للخير والإزدهار. وترجمت علاقة العفة بالمقدس في حياة العذارى المكرسات مثل الفيستالس، وبقيت هذه العلاقة في الديانات السماوية المعترف بها والمطبقة على النساء خاصةً، بينما تلاشت الطقوس الجنسية.

٤- تعتبر عذرية الرجل والمرأة قبل الزواج أساسية في الديانات السماوية، ولكن في الواقع،  هي المرأة التي تخضع للضغوطات إلى درجة قتلها (جريمة الشرف).

٥- مؤيدو ترقيع أو ترميم غشاء البكارة الذي يعتبر أساس عذرية المرأة يطرحون مسألة أهمية إتمام هذه العملية من منطلق حقوق الإنسان – المرأة حرة بجسدها – أو لمساعدة المرأة التي تتعرض للمضايقات والتهديد بالقتل… معارضو هذه العملية يعتبرونها غير ضرورية إذ لا علاقة بين الغشاء والعذرية، أو لأنهم ضد الكذب، أو ضد تسليع المرأة، أو ضد المعايير المزدوجة – المرأة عذراء والرجل لا! -، إلخ.

٦- الحلول؟ إعادة النظر في مفهوم الشرف – الشرف هو إحترام التنوع الديني والتقافي؛ إحترام الذات والآخر؛ ثقافة الحوار والسلام؛ المساواة في الحقوق والواجبات؛ الشفافية؛ حقوق الإنسان وكرامته؛ إحترام الجسد كملكية خاصة للفرد؛… -؛ إعادة النظر في مفهوم الفضيلة التي لا تعني الإمتناع عن الجنس وما يوجد بين فخذي المرأة (ماذا عن الإستقامة والمحبة والإخلاص والأمانة والعدالة والرحمة والمرونة والتفاهم؟)؛ إصلاح فكري وديني وإجتماعي وسياسي وثقافي، ليس للتخلص من العادات والتقاليد كافة ولكن لفتح باب النقاش والتساؤل والمساءلة وتغيير الذهنية إلى الأفضل مع صياغة قوانين تواكب عصرنا وأنظمة تدير تنوع شعوبها بعدالة ومساواة.

يجب على الوعي والثقافة أن يكونا الحارسان الوحيدان على المرأة وليس الرقابة والخضوع والتسلط.

[hr]

تلخيص مقابلتي على القناة الفرنسية FRANCE 24

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *